ففي هذه الخسارة التي تتحدث عنها السورة المباركة ما يفوتك في هذه الخسارة هو أمرٌ عظيمٌ جدًّا، يفوتك ما وعد الله به -سبحانه وتعالى- عباده المؤمنين المفلحين في الدنيا، يفوتك الحياة الطيبة، يفوتك العزة الحقيقية والكرامة الحقيقية، تفوتك الرعاية الإلهية الخاصة بعباد الله المؤمنين، يفوتك ما يتحقق من مكاسب لعباد الله المؤمنين المفلحين على مستوى إنسانيتهم وواقعهم النفسي والحياتي، ويفوتك الجنة، تفوتك الجنة بكل ما فيها، يفوتك رضوان الله -سبحانه وتعالى-، وتفوتك الجنة ذلك النعيم العظيم الأبدي، الجنة بكل ما فيها من تفاصيل من النعيم العظيم، حياة سعيدة للأبد، ما في الجنة من نعيم مادي بكل أنواعه، على مستوى الإنسان في نفسه، يعيش سليماً، معافاً، صحيحاً، لا يهرم، ولا يحزن، ولا يضجر، ولا يموت، ولا يغتم، ولا يصاب بأي أمراض، وعلى مستوى ما يتحقق له من رفاهية في المعيشة في الجنة، من قصورها، من بساتينها، من فواكهها، من ثمارها، من الطعام، من الشراب، العيش في ذلك العالم الذي كله عالمٌ عجيب، وحياة عجيبة جدًّا وسعيدة للغاية، الجنة عالم ليس مليئاً بالصحاري، كله أشجار، وكله بساتين،
اقراء المزيد